فصل: باب مناقب الحسين بن علي عليهما السلام

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد **


  باب مناقب الحسين بن علي عليهما السلام

15102- عن بشر بن غالب قال‏:‏ كنت مع أبي هريرة فرأى الحسين بن علي وقال‏:‏ يا أبا عبد الله لقد رأيتك على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خضبتهما دماً حين أتى بك حين ولدت فسررت، فلفك في خرقة ولقد تفل في فيك، ولقد تكلم بكلام لا أدري ما هو، ولقد كانت فاطمة سبقته بسرة الحسن فقال‏:‏ ‏"‏لا تسبقيني بهذا‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه ضرار بن صرد وهو متروك‏.‏

15103- وعن محمد بن الضحاك بن عثمان الحزامي قال‏:‏ كان جسد الحسين شبه جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏ وقد تقدمت أحاديث نحو هذا‏.‏

15104- وعن جعفر بن محمد عن أبيه قال‏:‏

لم يكن بين الحسن والحسين إلا طهراً‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن محمد بن علي لم يدرك ذلك‏.‏

15105- وعن علي - يعني ابن أبي طالب - قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للحسين بن علي‏:‏

‏"‏من أحب هذا فقد أحبني‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه الحرث الأعور وهو ضعيف‏.‏

15106- وعن أبي هريرة قال‏:‏ كان الحسين بن علي رضي الله عنهما عند النبي صلى الله عليه وسلم وكان يحبه حباً شديداً فقال‏:‏ اذهب إلى أمي، فقلت‏:‏ أذهب معه‏؟‏ فجاءت برقة من السماء فمشى في ضوئها حتى بلغ‏.‏

رواه الطبراني وفيه موسى بن عثمان وهو متروك‏.‏

15107- وعن أبي سعيد قال‏:‏ جاء الحسين يشتد ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فالتزم عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام به وأخذ بيده فلم يزل ممسكها حتى ركع‏.‏

رواه الطبراني ورجاله مختلف في الاحتجاج بهم‏.‏

15108- عن ابن عباس قال‏:‏

رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرج ما بين فخذي الحسين وقبّل زبيبته‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن‏.‏

15109- وعن رجاء بن ربيعة قال‏:‏ كنت في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مر الحسين بن علي، فسلم فرد عليه القوم السلام، وسكت عبد الله بن عمرو ثم رفع ابن عمرو صوته بعدما سكت القوم فقال‏:‏ وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، ثم أقبل على القوم فقال‏:‏ ألا أخبركم بأحب أهل الأرض إلى أهل السماء‏؟‏ قالوا‏:‏ بلى، قال‏:‏ هو هذا المقفي، والله ما كلمته كلمة ولا كلمني كلمة منذ ليالي صفين، ووالله لأن يرضى عني أحب إلي من أن يكون لي مثل أحد‏.‏ فقال له أبو سعيد‏:‏ ألا تغدو إليه‏؟‏ قال‏:‏ بلى، فتواعدوا أن يغدوا إليه، وغدوت معهما، فاستأذن أبو سعيد فأذن فدخلنا، فاستأذن لابن عمرو فلم يزل به حتى أذن له الحسين، فدخل فلما رآه زحل له وهو جالس إلى جنب الحسين فمده الحسين إليه، فقام ابن عمرو فلم يجلس، فلما رأى ذلك خلا عن أبي سعيد فأزحل له، فجلس بينهما، فقص أبو سعيد القصة فقال‏:‏ أكذاك يا ابن عمرو‏؟‏ أتعلم أني أحب أهل الأرض إلى أهل السماء‏؟‏ قال‏:‏ أي ورب الكعبة، إنك لأحب أهل الأرض إلى أهل السماء‏.‏ قال‏:‏ فما حملك على أن قاتلتني وأبي يوم صفين‏؟‏ والله لأبي خير مني‏.‏ قال‏:‏ أجل ولكن عمرو شكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ إن عبد الله يصوم النهار ويقوم الليل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏صلّ ونم، وصم وأفطر، وأطع عمراً‏"‏‏.‏ فلما كان يوم صفين أقسم علي والله ما كثرت لهم سواداً ولا اخترطت لهم سيفاً ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم‏.‏ فقال الحسن‏:‏ أما علمت أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق‏؟‏ قال‏:‏ بلى‏.‏ قال‏:‏ كأنه قبل منه‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه علي بن سعيد بن بشير وفيه لين وهو حافظ، وبقية رجاله ثقات‏.‏

وقد تقدم من البزار في ترجمة الحسن والله أعلم‏.‏

15110- وعن جابر قال‏:‏

‏"‏من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى الحسين بن علي‏"‏‏.‏

فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله‏.‏

رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير الربيع بن سعد وقيل‏:‏ ابن سعيد وهو ثقة‏.‏

15111- وعن أنس بن مالك أن ملك القطر استاذن ‏[‏ربه‏]‏ أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فأذن له، فقال لأم سلمة‏:‏ ‏"‏املكي علينا الباب لا يدخل علينا أحد‏"‏‏.‏ قال‏:‏ وجاء الحسين بن علي ليدخل فمنعته، فوثب فدخل فجعل يقعد على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم وعلى منكبه وعلى عاتقه، قال‏:‏ فقال الملك للنبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ أتحبه‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏نعم‏"‏‏.‏ قال‏:‏ إن أمتك ستقتله، وإن شئت أريتك المكان الذي يقتل به‏.‏ فضرب بيده فجاء بطينة حمراء فأخذتها أم سلمة فصرتها في خمارها‏.‏ قال ثابت‏:‏ بلغنا أنها كربلاء‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني بأسانيد وفيها عمارة بن زاذان وثقه جماعة وفيه ضعف، وبقية رجال أبي يعلى رجال الصحيح‏.‏

15112- عن نجي الحضرمي أنه سار مع علي رضي الله عنه وكان

صاحب مطهرته فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين فنادى علي‏:‏ اصبر أبا عبد الله اصبر أبا عبد الله بشط الفرات‏.‏ قلت‏:‏ وما ذاك‏؟‏ قال‏:‏ دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم وإذا عيناه تذرفان، قلت‏:‏ يا نبي الله أغضبك أحد‏؟‏ ما شأن عينيك تفيضان‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏بل قام من عندي جبريل عليه السلام قبل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فقال‏:‏ ‏"‏هل لك أن أشمك من تربته‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ نعم، قال‏:‏ فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عينيي أن فاضتنا‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني ورجاله ثقات ولم ينفرد نجي بهذا‏.‏

15113- وعن عائشة أو أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لإحداهما‏:‏

‏"‏لقد دخل على البيت ملك فلم يدخل علي قبلها قال‏:‏ إن ابنك هذا حسين مقتول، وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فأخرج تربة حمراء‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15114- وعن عائشة قالت‏:‏ دخل الحسين بن علي رضي الله عنهما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوحى إليه فنزا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو منكب وهو على ظهره فقال جبريل لرسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أتحبه يا محمد‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏يا جبريل وما لي لا أحب ابني‏!‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فإن أمتك ستقتله من بعدك، فمد جبريل عليه السلام يده فأتاه بتربة بيضاء، فقال‏:‏ في هذه الأرض يقتل ابنك هذا واسمها الطف، فلما ذهب جبريل من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والتزمه في يده يبكي فقال‏:‏ ‏"‏يا عائشة إن جبريل أخبرني أن ابني حسين مقتول في أرض الطف وأن أمتي ستفتن بعدي‏"‏‏.‏ ثم خرج إلى أصحابه فيهم علي وأبو بكر وعمر وحذيفة وعمار وأبو ذر رضي الله عنهم وهو يبكي فقالوا‏:‏ ما يبكيك يا رسول الله‏؟‏ فقال‏:‏ ‏"‏أخبرني جبريل عليه

السلام أن ابني الحسين يقتل بعدي بأرض الطف، وجاءني بهذه التربة وأخبرني أن فيها مضجعه‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط باختصار كثير، وأوله‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أجلس حسيناً على فخذه فجاءه جبريل‏.‏ وفي إسناد الكبير ابن لهيعة وفي إسناد الأوسط من لم أعرفه‏.‏

15115- وعن زينب بنت جحش أن النبي صلى الله عليه وسلم كان نائماً عندها وحسين يحبو في البيت فغفلت عنه فحبا حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فصعد على بطنه فوضع ذكره في سرته فبال، قلت‏:‏ فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم، فقمت إليه فحططته عن بطنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏دعي ابني‏"‏‏.‏ فلما قضى بوله أخذ كوزاً من ماء فصبه وقال‏:‏ ‏"‏إنه يصب من الغلام ويغسل من الجارية‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ ثم قام يصلي واحتضنه، فكان إذا ركع وسجد وضعه، وإذا قام حمله، فلما جلس جعل يدعو ويرفع يديه ويقول، فلما قضى الصلاة قلت‏:‏ يا رسول الله لقد رأيتك تصنع اليوم شيئاً ما رأيتك تصنعه‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏إن جبريل أتاني فأخبرني أن ابني يقتل، قلت‏:‏ فأرني إذاً، فأتاني بتربة حمراء‏"‏‏.‏

رواه الطبراني بإسنادين وفيهما من لم أعرفه‏.‏

15116- عن أم سلمة قالت‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً ذات يوم في بيتي قال‏:‏ ‏"‏لا يدخل علي أحد‏"‏‏.‏ فانتظرت فدخل الحسين، فسمعت نشيج رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي، فاطلعت فإذا حسين في حجره والنبي صلى الله عليه وسلم يمسح جبينه وهو يبكي، فقلت‏:‏ والله ما علمت حين دخل، فقال‏:‏ ‏"‏إن جبريل عليه السلام كان معنا في البيت فقال‏:‏ أفتحبه‏؟‏ قلت‏:‏ أما في الدنيا فنعم، قال‏:‏ إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها‏:‏ كربلاء، فتناول جبريل من تربتها‏"‏‏.‏ فأراها النبي صلى الله عليه وسلم فلما أحيط بحسين حين قتل

قال‏:‏ ما اسم هذه الأرض‏؟‏ قالوا‏:‏ كربلاء، فقال‏:‏ صدق الله ورسوله، كرب وبلاء‏.‏

15117- وفي رواية‏:‏ صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم أرض كرب وبلاء‏.‏

رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها ثقات‏.‏

15118- وعن أم سلمة قالت‏:‏ كان الحسن والحسين يلعبان بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي فنزل جبريل فقال‏:‏ يا محمد إن أمتك تقتل ابنك هذا من بعدك، وأوما بيده إلى الحسين، فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وضمه إلى صدره ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يا أم سلمة وديعة عندك هذه التربة‏"‏‏.‏ فشمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال‏:‏ ‏"‏ويح وكرب وبلاء‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يا أم سلمة إذا تحولت هذه التربة دماً فاعلمي أن ابني قد قتل‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فجعلتها أم سلمة في قارورة، ثم جعلت تنظر إليها كل يوم وتقول‏:‏ إن يوماً تحولين فيه دماً ليوم عظيم‏.‏

رواه الطبراني وفيه عمرو بن ثابت النكري وهو متروك‏.‏

15119- وعن أبي أمامة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنسائه‏:‏ ‏"‏لا تبكوا هذا الصبي‏"‏‏.‏ يعني حسيناً، قال‏:‏ وكان يوم أم سلمة، فنزل جبريل فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الداخل وقال لأم سلمة‏:‏ ‏"‏لا تدعي أحداً أن يدخل علي‏"‏‏.‏ فجاء الحسين فلما نظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم في البيت أراد أن يدخل فأخذته أم سلمة فاحتضنته وجعلت تناغيه وتسكته، فلما اشتد في البكاء خلت عنه، فدخل حتى جلس في حجر النبي صلى الله عليه وسلم فقال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ إن أمتك ستقتل ابنك هذا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يقتلونه وهم مؤمنون بي‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ نعم يقتلونه، فتناول جبريل تربة فقال‏:‏ بمكان كذا وكذا، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قد احتضن حسيناً كاسف البال مغموماً، فظنت أم سلمة أنه غضب

من دخول الصبي عليه فقالت‏:‏ يا نبي الله جعلت لك الفداء إنك قلت لنا‏:‏ ‏"‏لا تبكوا هذا الصبي‏"‏‏.‏ وأمرتني أن لا أدع أحداً يدخل عليك، فجاء فخليت عنه‏.‏ فلم يرد عليها، فخرج إلى أصحابه وهم جلوس فقال‏:‏ ‏"‏إن أمتي يقتلون هذا‏"‏‏.‏ وفي القوم أبو بكر وعمر وكانا أجرأ القوم عليه فقالا‏:‏ يا نبي الله وهم مؤمنون‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏نعم وهذه تربته‏"‏‏.‏ وأراهم إياها‏.‏

رواه الطبراني ورجاله موثقون وفي بعضهم ضعف‏.‏

15120- وعن معاذ بن جبل قال‏:‏ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متغير اللون فقال‏:‏

‏"‏أنا محمد أوتيت فواتح الكلام وخواتمه، فأطيعوني ما دمت بين أظهركم، فإذا ذهب بي فعليكم بكتاب الله، أحلوا حلاله وحرموا حرامه، أتتكم الموتة أتتكم بالروح والراحة، كتاب من الله سبق‏.‏ أتتكم فتن كقطع الليل المظلم، كلما ذهب رسل جاء رسل، تناسخت النبوة فصارت ملكاً رحم الله من أخذها بحقها وخرج منها كما دخلها، أمسك يا معاذ وأحص‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فلما بلغت خمساً قال‏:‏ ‏"‏يزيد، لا بارك الله في يزيد‏"‏‏.‏ ثم ذرفت عيناه صلى الله عليه وسلم‏.‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏نعي إلي حسين، وأُتيت بتربته، وأُخبرت بقاتله، والذي نفسي بيده لا يقتلوه بين ظهراني قوم لا يمنعوه إلا خالف الله بين صدروهم وقلوبهم، وسلط عليهم شرارهم وألبسهم شيعاً‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏واهاً لفراخ آل محمد من خليفة يستخلف مترف، يقتل خلفي وخلف الخلف، أمسك يا معاذ‏"‏‏.‏ فلما بلغت عشرة قال‏:‏ ‏"‏الوليد اسم فرعون، هادم شرائع الإسلام بين يديه رجل من أهل بيته يسل الله سيفه فلا غماد له، واختلف فكانوا هكذا‏"‏‏.‏ فشبك بين أصابعه ثم قال‏:‏ ‏"‏بعد العشرين ومائة يكون موت سريع وقيل ذريع ففيه هلاكهم ويلي عليهم رجل من ولد العباس‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه مجاشع بن عمرو وهو كذاب‏.‏

15121- وعن أبي الطفيل قال‏:‏ استأذن ملك القطر أن يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم في بيت أم سلمة فقال‏:‏ ‏"‏لا يدخل علينا أحد‏"‏‏.‏ فجاء الحسين بن علي رضي الله عنهما فدخل فقالت أم سلمة‏:‏ هو الحسين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏دعيه‏"‏‏.‏ فجعل يعلو رقبة النبي صلى الله عليه وسلم ويعبث به والملك ينظر، فقال الملك‏:‏ أتحبه يا محمد‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏إي والله إني لأحبه‏"‏‏.‏ قال‏:‏ أما إن أمتك ستقتله، وإن شئت أريتك المكان‏.‏ فقال بيده فتناول كفاً من تراب، فأخذت أم سلمة التراب فصرته في خمارها، فكانوا يرون أن ذلك التراب من كربلاء‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن‏.‏

15122- وعن أم سلمة قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يقتل حسين بن علي على رأس ستين من مهاجري‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه سعيد بن طريف وهو متروك‏.‏

15123- وبإسناده قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يقتل الحسين حين يعلوه القتير‏"‏‏.‏

قال الطبراني‏:‏ القتير‏:‏ الشيب‏.‏

15124- عن علي قال‏:‏ ليقتلن الحسين، وإني لأعرف التربة التي يقتل فيها قريباً من النهرين‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

15125- وعن شيان بن محرم - وكان عثمانياً - قال‏:‏ إني لمع علي رضي الله عنه إذ أتى كربلاء فقال‏:‏ يقتل بهذا الموضع شهيد ليس مثله شهداء إلا شهداء بدر، فقلت‏:‏ بعض كذباته، وثم رجل حمار ميت، فقلت لغلامي‏:‏ خذ رجل هذا الحمار، فأوتدها في مقعده وغيبها فضرب الظهر ضربة، فلما قتل الحسين بن علي انطلقت ومعي أصحابي، فإذا جثة الحسين بن علي على رجل ذلك الحمار، وإذا أصحابه ربضة حوله‏.‏

رواه الطبراني وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة ولكنه اختلط، وبقية رجاله ثقات‏.‏

15126- وعن أبي هريمة قال‏:‏ كنت مع علي رضي الله عنه بنهر كربلاء فمر بشجرة تحتها بعر غزلان، فأخذ منه قبضة فشمها ثم قال‏:‏ يحشر من هذا الظهر سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

15127- عن أبي خيرة قال‏:‏ صحبت علياً رضي الله عنه حتى أتى الكوفة فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال‏:‏ كيف أنتم إذا نزل بذرية نبيكم بين ظهرانيكم‏؟‏ قالوا‏:‏ إذاً نبلي الله فيهم بلاء حسناً، فقال‏:‏ والذي نفسي بيده لينزلن بين ظهرانيكم ولتخرجن إليهم فلتقتلنهم، ثم أقبل يقول‏:‏

هم أوردوه بالغرور وغردوا * أحبوا نجاه لا نجاة ولا عذراً

رواه الطبراني وفيه سعد بن وهب متأخر ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات‏.‏

15128- وعن المسيب بن نجية قال‏:‏ قال علي رضي الله عنه‏:‏ ألا أحدثكم عن خاصة نفسي وأهل بيتي‏؟‏ قلنا‏:‏ بلى قال‏:‏ أما حسن فصاحب جفنة وخوان

وفتى من الفتيان ولو قد التقت حلقتا البطان لم يغن عنكم في الحرب حبالة عصفور‏.‏ وأما عبد الله بن جعفر فصاحب لهو وظل وباطل، ولا يغرنكم ابنا عباس‏.‏ وأما أنا وحسين فأنا منكم وأنتم منا، والله لقد خشيت أن يدال هؤلاء القوم بصلاحهم في أرضهم، وفسادكم في أرضكم وبأدائهم الأمانة وخيانتكم، وبطواعيتهم إمامهم ومعصيتكم له، واجتماعهم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم، تطول دولتهم حتى لا يدعون لله محرماً إلا استحلوه، ولا يبقى بيت مدر ولا وبر إلا دخله ظلمهم وحتى يكون أحدكم تابعاً لهم، وحتى تكون نصرة أحدكم منهم كنصرة العبد من سيده إذا شهد أطاعه، وإذا غاب سبه، وحتى يكون أعظمكم فيها غناءً أحسنكم بالله ظناً، فإن أتاكم الله بالعافية فاقبلوا، فإن ابتليتم فاصبروا، فإن العاقبة للمتقين‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

15129- عن ابن عباس قال‏:‏ كان الحسين جالساً في حجر النبي صلى الله عليه وسلم فقال جبريل صلى الله عليه وسلم‏:‏ أتحبه‏؟‏ فقال‏:‏ ‏"‏وكيف لا أحبه وهو ثمرة فؤادي‏؟‏‏"‏‏.‏ فقال‏:‏ أما إن أمتك ستقتله، ألا أريك من موضع قبره‏؟‏ فقبض قبضة فإذا تربة حمراء‏.‏

رواه البزار ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف‏.‏

15130- وعن الشعبي قال‏:‏ لما أراد الحسين بن علي أن يخرج إلى أرض

‏[‏العراق‏]‏ أراد أن يلقى ابن عمر فسأل عنه فقيل له‏:‏ إنه في أرض له، فأتاه ليودعه فقال له‏:‏ إني أريد العراق، فقال‏:‏ لا تفعل فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏خُيرت بين أن أكون ملكاً نبياً أو نبياً عبداً، فقيل لي‏:‏ تواضع فاخترت أن أكون نبياً عبداً‏"‏‏.‏

وإنك بضعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا تخرج‏.‏ قال‏:‏ فأبى، فودعه وقال‏:‏ أستودعك الله من مقتول‏؟‏

رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجال البزار ثقات‏.‏

15131- عن ابن عباس قال‏:‏ استأذنني حسين في الخروج فقال‏:‏ لولا أن يزري ذلك بي أو بك لشبكت بيدي في رأسك، فكان الذي رد علي أن قال‏:‏ لأن أقتل بمكان كذا وكذا أحب إلي من أن يستحل بي حرم الله ورسوله‏.‏ قال‏:‏ فذلك الذي سلى بنفسي عنه‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15132- وعن عبيد الله بن الحر أنه سأل الحسين بن علي رضي الله عنهما‏:‏ أعهد إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيرك هذا شيئاً‏؟‏ قال‏:‏ لا‏.‏

رواه الطبراني وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف‏.‏

15133- وعن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال‏:‏ لما أحيط بالحسين بن علي قال‏:‏ ما اسم هذه الأرض‏؟‏ قيل‏:‏ كربلاء، قال‏:‏ صدق النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إنها أرض كرب وبلاء‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه يعقوب بن حميد بن كاسب وهو ضعيف وقد وثق‏.‏

15134- وعن علي بن الحسين قال‏:‏ قال لي الحسين بن علي قبل قتله بيوم‏:‏ إن بني إسرائيل كان لهم ملك‏.‏ قال‏:‏ وذكر الحديث‏.‏

رواه الطبراني وإسناده جيد‏.‏

15135- وعن محمد بن الحسن قال‏:‏ لما نزل عمر بن سعد بالحسين وأيقن أنهم قاتلوه قام في أصحابه خطيباً فحمد الله عز وجل وأثنى عليه ثم قال‏:‏ قد نزل ما ترون من الأمر، وإن الدنيا تغيرت وتنكرت، وأدبر معروفها وانشمر، حتى لم يبق منها إلا صبابة الإناء إلا حسيس عيش كالمرعى الوبيل، ألا ترون الحق لا يعمل به، والباطل لا ينتاهى عنه‏؟‏ ليرغب المؤمن في لقاء الله فإني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برماً‏.‏ وقتل الحسين يوم عاشوراء سنة إحدى وستين بالطف بكربلاء، وعليه جبة خز دكناء، وهو صابغ بالسواد وهو ابن ست وخمسين‏.‏

رواه الطبراني، ومحمد بن الحسن هذا هو ابن زبالة متروك ولم يدرك القصة‏.‏

15136- وعن الكلبي قال‏:‏ رمى رجل الحسين وهو يشرب فشل شدقيه فقال‏:‏ لا أرواك الله، فشرب حتى تفطر‏.‏

رواه الطبراني ورجاله إلى قائله ثقات‏.‏

15137- وعن الضحاك بن عثمان قال‏:‏ خرج الحسين بن علي إلى الكوفة ساخطاً لولاية يزيد بن معاوية، فكتب يزيد بن معاوية إلى عبيد الله بن زياد وهو واليه على العراق أنه‏:‏ قد بلغني أن حسيناً قد سار إلى الكوفة، وقد ابتلى به زمانك من بين الأزمان، وبلدك من بين البلاد، وابتليت به من بين العمال، وعندها تعتق أو تعود عبداً كما يُعتبد العبيد‏.‏ فقتله عبيد الله بن زياد وبعث برأسه إليه، فلما وضع بين يديه تمثل بقول الحصين بن حمام المري‏:‏

نُفلِّق هاماً من رجال أحبة * إلينا وهو كانوا أعق وأظلما

رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أن الضحاك لم يدرك القصة‏.‏

15138- وعن ابن وائل - أو وائل بن علقمة - أنه شهد ما هناك قال‏:‏ قام رجل فقال‏:‏ أفيكم حسين‏؟‏ قالوا‏:‏ نعم قال‏:‏ أبشر بالنار، قال‏:‏ أبشر برب رحيم وشفيع مطاع، قالوا‏:‏ من أنت‏؟‏ قال‏:‏ أنا ابن جويرة - أو جويزة - قال‏:‏ اللهم جزه إلى النار، فنفرت به الدابة فتعلقت رجله في الركاب، قال‏:‏ فوالله ما بقي عليها منه إلا رجله‏.‏

رواه الطبراني وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة ولكنه اختلط‏.‏

15139- وعن ابن أبي ليلى قال‏:‏ قال حسين حين أحس بالقتل‏:‏ ائتوني ثوباً لا يرغب فيه أحد أجعله تحت ثيابي لا أُجرَّد‏.‏ فقيل له‏:‏ تبان‏.‏ فقال‏:‏ لا، ذاك لباس من ضربت عليه الذلة، فأخذ ثوباً فخرقه فجعله تحت ثيابه، فلما أن قتل جردوه‏.‏

رواه الطبراني ورجاله إلى قائله ثقات‏.‏

15140- وعن عمار الدهني قال‏:‏ مر علي رضي الله عنه على كعب الأحبار فقال‏:‏ يقتل من ولد هذا الرجل رجل في عصابة لا يجف عرق خيولهم حتى يردوا على محمد صلى الله عليه وسلم‏.‏ فمر حسن فقالوا‏:‏ هذا يا أبا إسحاق‏؟‏ قال‏:‏ لا‏.‏ فمر حسين فقالوا‏:‏ هذا‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أن عماراً لم يدرك القصة‏.‏

15141- وعن ابن عباس قال‏:‏ رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام بنصف النهار أشعث أغبر، معه قارورة فيها دم يلتقطه

أو يتتبع فيها شيئاً، فقلت‏:‏ ما هذا‏؟‏ قال‏:‏ دم الحسين وأصحابه، فلم أزل أتتبعه منذ اليوم‏.‏

رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح‏.‏

15142- وعن عمارة بن يحيى بن خالد بن عرفطة قال‏:‏ كنا عند خالد بن عرفطة يوم قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما، فقال لنا خالد‏:‏ هذا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إنكم ستبتلون في أهل بيتي من بعدي‏"‏‏.‏

رواه الطبراني والبزار ورجال الطبراني رجال الصحيح غير عمارة وعمارة وثقه ابن حبان‏.‏

15143- وعن حبيب بن يسار قال‏:‏ لما أصيب الحسين بن علي رضي الله عنه قام زيد بن أرقم على باب المسجد فقال‏:‏ أفعلتموها‏؟‏ أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏اللهم إني أستودعكهما وصالح المؤمنين‏"‏‏.‏ فقيل لعبيد الله بن زياد‏:‏ إن زيد بن أرقم قال‏:‏ كذا وكذا‏.‏ قال‏:‏ ذاك شيخ قد ذهب عقله‏.‏

رواه الطبراني وفيه محمد بن سليمان بن بزيع ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات‏.‏

15144- وعن الزبير بن بكار قال‏:‏ ولد الحسين لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة، وقتل يوم الجمعة يوم عاشوراء سنة إحدى وستين قتله سنان بن أبي أنس، وأجهز عليه خولي بن يزيد الأصبحي من حمير، وحز رأسه وأتى به عبيد الله بن زياد فقال سنان‏:‏

أوقر ركابي فضة وذهباً * أنـا قتلت الملك المحجبا

قتلت خير الناس أماً وأباً

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

15145- وعن شهر بن حوشب قال‏:‏ سمعت أم سلمة حين جاء نعي الحسين بن علي لعنت أهل العراق وقالت‏:‏ قتلوه قتلهم الله عز وجل، غروه ودلوه لعنهم الله‏.‏

رواه الطبراني ورجاله موثقون‏.‏

15146- وعن أسلم المنقري قال‏:‏ دخلت على الحجاج فدخل سنان بن أبي أنس قاتل الحسين فإذا شيخ آدم فيه حناء طويل الأنف في وجهه برش، فأوقف بحيال الحجاج فنظر إليه الحجاج فقال‏:‏ أنت قتلت الحسين‏؟‏ قال‏:‏ نعم، قال‏:‏ وكيف صنعت به‏؟‏ قال‏:‏ دعمته بالرمح وهبرته ‏(‏قطعته‏)‏ بالسيف هبراً‏.‏ فقال له الحجاج‏:‏ أما إنكما لن تجتمعا في دار‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

15147- وعن إبراهيم - يعني النخعي - قال‏:‏ لو كنت فيمن قتل الحسين ثم غفر لي ثم أدخلت الجنة استحييت أن أمرّ على النبي صلى الله عليه وسلم فينظر في وجهي‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

15148- وعن الليث - يعني ابن سعد - قال‏:‏ أبى الحسين بن علي أن يستأسر فقاتلوه فقتلوه، وقتلوا بنيه وأصحابه الذين

قاتلوا معه بمكان يقال له‏:‏ الطف، وانطلق يعلى بن حسين وفاطمة بنت حسين وسكينة بنت حسين إلى عبيد الله بن زياد، وعلي يومئذ غلام قد بلغ فبعث بهم إلى يزيد بن معاوية، فأمر بسكينة فجعلها خلف سريره لئلا ترى رأس أبيها وذوي قرابتها، وعلي بن حسين في غل، فوضع رأسه فضرب على ثنيتي الحسين فقال‏:‏

نُفلِّق هاماً من رجال أحبة * إلينا وهم كانوا أعق وأظلما

فقال علي بن حسين‏:‏ ‏{‏ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير‏}‏‏.‏ فثقل على يزيد أن يتمثل ببيت شعر، وتلا علي ابن الحسين آية من كتاب الله عز وجل‏.‏ فقال يزيد‏:‏ بل بما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير‏.‏ فقال علي‏:‏ أما والله لو رآنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مغلولين لأحب أن يخلينا من الغل‏.‏ فقال‏:‏ صدقت، فخلوهم من الغل‏.‏ فقال‏:‏ ولو وقفنا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعد لأحب أن يقربنا‏.‏ قال‏:‏ صدقت فقربوهم‏.‏ فجعلت فاطمة وسكينة يتطاولان لتريا رأس أبيهما، وجعل يزيد يتطاول في مجلسه ليستر رأس الحسين، ثم أمر بهم فجهزوا وأصلح إليهم وأخرجوا إلى المدينة‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

15149- وعن زيد بن أرقم قال‏:‏ لما أتى ابن زياد برأس الحسين رضي الله عنه فجعل ينقر بقضيب في يده في عينه وأنفه، فقال زيد بن أرقم‏:‏ ارفع القضيب، قال له‏:‏ لم‏؟‏ فقال‏:‏ رأيت فم رسول الله صلى الله عليه وسلم في موضعه‏.‏

رواه الطبراني وفيه حرام بن عثمان وهو متروك‏.‏

15150- وعن أنس قال‏:‏ لما أتي عبيد الله بن زياد برأس الحسين جعل ينكت بالقضيب ثناياه يقول‏:‏ لقد

كان - أحسبه قال - جميلاً، فقلت‏:‏ والله لأسوءنك، إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلثم حيث يقع قضيبك‏.‏ قال‏:‏ فانقبض‏.‏

رواه البزار والطبراني بأسانيد ورجاله وثقوا‏.‏

15151- وعن الشعبي قال‏:‏ رأيت في النوم كأن رجالاً من السماء نزلوا معهم حراب يتتبعون قتلة الحسين، فما لبثت أن نزل المختار فقتلهم‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن‏.‏

15152- عن الشعبي قال‏:‏ رأيت الحسين أول رأس حمل في الإسلام‏.‏

رواه الطبراني وفيه الواقدي وهو ضعيف‏.‏

15153- وعن عبد الملك بن عمير قال‏:‏ دخلت على عبيد الله بن زياد وإذا رأس الحسين قدامه على ترس، فوالله ما لبثت إلا قليلاً حتى دخلت على المختار فإذا برأس عبيد الله بن زياد على ترس، فوالله ما لبثت إلا قليلاً حتى دخلت على مصعب بن الزبير وإذا رأس المختار على ترس، فوالله ما لبثت إلا قليلاً حتى دخلت على عبد الملك وإذا رأس مصعب بن الزبير على ترس‏.‏

رواه الطبراني وأبو يعلى بنحوه وقال‏:‏ ما كان لهؤلاء عمل إلا الرؤوس‏.‏ ورجال الطبراني ثقات‏.‏

15154- وعن ذويد الجعفي عن أبيه قال‏:‏ لما قتل الحسين انتهبت جزور من عسكره، فلما طبخت إذا هي دم فأكفؤها‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

15155- وعن حميد الطحان قال‏:‏ كنت في خزاعة فجاءوا بشيء من تركة الحسين، فقيل لهم‏:‏ ننحر أو نبيع فنقسم‏.‏ قال‏:‏ انحروا، فجلست على جفنة، فلما جلست فارت ناراً‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه‏.‏

15156- وعن عمرو بن بعجة قال‏:‏ أول ذل دخل على العرب قتل الحسين بن علي وادعاء زياد‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

15157- وعن أبي رجاء العطاردي قال‏:‏ لا تسبوا علياً ولا أحداً من أهل البيت، فإن جاراً لنا من بلهجيم قال‏:‏ ألم تروا إلى هذا الفاسق الحسين بن علي قتله الله‏؟‏ فرماه الله بكوكبين في عينيه فطمس الله بصره‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15158- وعن حاجب عبيد الله بن زياد قال‏:‏ دخلت القصر خلف عبيد الله بن زياد حين قتل الحسين فاضطرم في وجهه ناراً، فقال هكذا بكمه على وجهه، فقال‏:‏ هل رأيت‏؟‏ قلت‏:‏ نعم، فأمرني أن أكتم ذلك‏.‏

رواه الطبراني، وحاجب عبيد الله لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات‏.‏

15159- وعن الزهري قال‏:‏ قال لي عبد الملك‏:‏ أي واحد أنت إن أعلمتني

أي علامة كانت يوم قتل الحسين بن علي فقال‏:‏ قلت‏:‏ لم ترفع حصاة ببيت المقدس إلا وجد تحتها دم عبيط، فقال لي عبد الملك‏:‏ إني وإياك في هذا الحديث لقرينان‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

15160- عن الزهري قال‏:‏ ما رفع بالشام حجر يوم قتل الحسين بن علي إلا عن دم‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15161- وعن أم حكيم قالت‏:‏ قتل الحسين وأنا يومئذ جويرية فمكثت السماء أياماً مثل العلقة‏.‏

رواه الطبراني ورجاله إلى أم حكيم رجال الصحيح‏.‏

15162- وعن جميل بن زيد قال‏:‏ لما قتل الحسين احمرت السماء، قلت‏:‏ أي شيء تقول‏؟‏ قال‏:‏ إن الكذاب منافق إن السماء احمرت حين قتل‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه‏.‏

15163- وعن أبي قبيل قال‏:‏ لما قتل الحسين بن علي انكسفت الشمس كسفة حتى بدت الكواكب نصف النهار حتى ظننا أنها هي‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن‏.‏

15164- وعن عيسى بن الحارث الكندي قال‏:‏

لما قتل الحسين مكثنا سبعة أيام إذا صلينا العصر نظرنا إلى السماء على أطراف الحيطان كأنها الملاحف المعصفرة‏.‏ ونظرنا إلى الكواكب يضرب بعضها بعضاً‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه‏.‏

15165- وعن محمد بن سيرين قال‏:‏ لم تكن في السماء حمرة حتى قتل الحسين‏.‏

رواه الطبراني وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف‏.‏

15166- وعن سفيان قال‏:‏ حدثتني جدتي أم أبي قالت‏:‏ شهد رجلان من الجعفيين قتل الحسين بن علي، فأما أحدهما فطال ذكره حتى كان يلفه‏.‏ وأما الآخر فكان يستقبل الراوية بفيه حتى يأتي على آخرها‏.‏

قال سفيان‏:‏ رأيت ولد أحدهما كان به خبل، وكأنه مجنون‏.‏

رواه الطبراني ورجاله إلى جده سفيان ثقات‏.‏

15167- وبسنده قال‏:‏ رأيت الورس الذي أخذ من عسكر الحسين صار مثل الرماد‏.‏

15168- وعن الأعمش قال‏:‏ خرى رجل على قبر الحسين فأصاب أهل ذلك البيت خبل وجنون وجذام وبرص وفقر‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15169- وعن الليث بن سعد قال‏:‏ توفي معاوية في رجب لأربع ليال خلون منه، واستخلف يزيد سنة ستين، وفي سنة إحدى وستين قتل الحسين بن علي وأصحابه رضي الله عنهم لعشر ليال خلون من المحرم يوم عاشوراء، وقتل العباس بن علي بن أبي طالب وأمه أم البنين عامرية و جعفر بن علي بن أبي طالب وعبد الله بن علي بن أبي طالب وعثمان بن علي بن أبي طالب وأبو بكر بن علي بن أبي طالب وأمه ليلى بنت مسعود نهشلية وعلي بن الحسين بن أبي طالب الأكبر وأمه ليلى ثقفية وعبد الله بن الحسين وأمه الرباب بنت امرئ ‏[‏القيس‏]‏ كلبية وأبو بكر بن الحسين لأم ولد والقاسم بن الحسين لأم ولد وعون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ومحمد بن جعفر بن أبي طالب وجعفر بن عقيل بن أبي طالب ومسلم بن عقيل بن أبي طالب وسليمان مولى الحسين وعبد الله رضيع الحسين‏.‏ وقتل الحسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة رضي الله عنهم‏.‏

رواه الطبراني ورجاله إلى قائليه رجال الصحيح‏.‏

15170- وعن منذر الثوري قال‏:‏ كنا إذا ذكرنا حسيناً ومن قتل معه قال محمد بن الحنفية‏:‏ قتل معه سبعة عشر ‏[‏شاباً‏]‏ كلهم ارتكض في رحم فاطمة رضي الله عنها وعنهم‏.‏

رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح‏.‏

15171- وعن محمد بن علي بن الحسين قال‏:‏ قتل الحسين بن علي وهو ابن ثمان وخمسين ‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15172- وعن الحسن - يعني البصري - قال‏:‏ قتل مع الحسين بن علي ستة عشر رجلاً من أهل بيته والله ما على ظهر الأرض يومئذ أهل بيت يشبهونهم‏.‏ قال سفيان‏:‏ ومن يشك في هذا‏؟‏‏.‏

15173- عن أبي بكر بن أبي شيبة قال‏:‏ قتل الحسين بن علي يوم عاشوراء في سنة إحدى وستين وهو ابن ثمان وخمسين وكان يخضب بالحناء والكتم‏.‏

رواه الطبراني‏.‏

15174- وعن جعفر بن محمد عن أبيه أن علياً قتل وهو ابن ثمان وخمسين، وقتل الحسين كذلك، ومات علي بن الحسين وهو كذلك‏.‏

15175- وعن علي بن الحسين قال‏:‏ قتل الحسين بن علي وعليه دين كثير، فباع فيها علي بن الحسين عين كذا وعين كذا‏.‏

رواه الطبراني وفيه نوح بن دراج وهو ضعيف‏.‏

15176- وعن محمد بن الحسن المخزومي قال‏:‏ لما أدخل ثقل الحسين بن علي على يزيد بن معاوية ووضع رأسه بين يديه بكى يزيد وقال‏:‏

نُفلِّق هاماً من رجال أحبة * إلينا وهم كانوا أعق وأظلما

أما والله لو كنت صاحبك ما قتلتك أبداً‏.‏ فقال علي بن الحسين‏:‏ ليس هكذا‏.‏ قال يزيد‏:‏ كيف يا ابن أم‏؟‏ قال‏:‏ ‏{‏ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير‏}‏‏.‏ وعنده عبد الرحمن بن أم الحكم فقال عبد الرحمن - يعني ابن أم الحكم - ‏:‏

لهـامٌ بجنبِ الطف أدنى قرابـة * من ابن زياد العبد ذي النسب الوغل

سميةُ أمسى نسـلها عدد الحصى * وبنت رسـول الله ليس لهـا نسـل

فرفع يزيد يده فضرب صدر عبد الرحمن وقال‏:‏ اسكت‏.‏

رواه الطبراني، ومحمد بن الحسن هو ابن زبالة ضعيف‏.‏

15177- وعن أبي قبيل قال‏:‏ لما قتل الحسين احتزوا رأسه، وقعدوا في أول مرحلة يشربون النبيذ يتحيون بالرأس، فخرج إليهم قلم من حديد من حائط فكتب بسطر دم‏:‏

أترجو أمة قتلت حسيناً * شفاعة جده يوم الحساب‏.‏

فهربوا وتركوا الرأس ثم رجعوا‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه‏.‏

15178- وعن إمام لبني سليمان عن أشياخ له قال‏:‏ غزونا الروم فنزلوا في كنيسة من كنائسهم فقرؤوا في حجر مكتوب‏:‏

أترجو أمة قتلت حسيناً * شفاعة جده يوم الحساب

فسألناهم‏:‏ منذ كم بنيت هذه الكنيسة‏؟‏ قالوا‏:‏ قبل أن يبعث نبيكم بثلاث مائة سنة‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه‏.‏

15179- عن أم سلمة قالت‏:‏ سمعت الجن تنوح على الحسين بن علي‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15180- وعن ميمونة قالت‏:‏ سمعت الجن تنوح على الحسين بن علي‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15181- وعن أم سلمة قالت‏:‏ ما سمعت نوح الجن منذ قبض النبي صلى الله عليه وسلم إلا الليلة، وما أرى ابني إلا قبض - تعني الحسين رضي الله عنه - فقالت لجاريتها‏:‏ اخرجي اسألي، فأُخبرت أنه قد قتل، وإذا جنية تنوح‏:‏

ألا يـا عين فاحتفلي بجـهد * ومن يبكي على الشهداء بعدي

على رهطٍ تقودهم المنـايـا * إلى متجبـرٍ في ملـك عبـد

رواه الطبراني وفيه عمرو بن ثابت بن هرمز وهو ضعيف‏.‏

15182- وعن أبي جناب الكلبي قال‏:‏ حدثني الجصاصون قالوا‏:‏ كنا إذا خرجنا إلى الجبان بالليل - عند مقتل الحسين - سمعنا الجن ينوحون عليه ويقولون‏:‏

مسح الرسـولُ جبينه * فله بريـق في الخـدود

أبواه من عليـا قريـ * ـش ‏[‏قريش‏]‏ جده خيرُ الجدود

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه وأبو جناب مدلس‏.‏

15183- وعن أحمد بن محمد بن حميد الجهمي - من ولد أبي جهم بن حذيفة - أنه كان ينشد في قتل الحسين وقال هذا الشعر لزينب بنت عقيل بن أبي طالب‏:‏

مـاذا تقولـون إن قـال النبي لكم‏:‏ * مـاذا فعلتم وأنتم آخـرُ الأمم

بعتـرتـي وبـأنصـاري وذريـتـي * منهم أسارى وقتلى ضرجوا بدم‏؟‏

ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم * أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي

فقال أبو الأسود الدؤلي‏:‏ نقول‏:‏ ‏{‏ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين‏}‏‏.‏

رواه الطبراني بإسناد منقطع‏.‏

15184- ورواه بإسناد آخر أجود منه، وزاد فيه‏:‏ فقال أبو الأسود الدؤلي‏:‏

أقول وزادني حنقـاً وغيظا * أزال الله ملكَ بني زيـاد

وأبعدهم كما بعدوا وخانوا * كما بعدت ثمود وقوم عاد

ولا رجعتْ ركائبهمْ إليهم * إذا قفت إلى يوم التنـادي

15185- وعن سليمان بن الهيثم قال‏:‏ كان علي بن الحسين بن علي يطوف بالبيت، فإذا أراد أن يستلم الحجر أوسع له الناس، والفرزدق بن غالب ينظر إليه، فقال رجل‏:‏ أبا فراس من هذا‏؟‏ فقال الفرزدق‏:‏

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته * والبيت يعرفه والحـلُّ والحرم

هذا ابن خير عبـادِ الله كلهم * هذا التقيُّ النقي الطاهر العلم

يكـاد يمسكه عرفـان راحتـه * ركن الحطيم لديه حين يستلم

إذا رأته قريـش قـال قـائلها * إلى مكارمِ هذا ينتهي الكرم

يفضي حياءً ويفضي من مهابته * فلا يكـلم إلا حين يبتسـم

رواه الطبراني‏.‏

في كفـه خيزران ريـحه عبق * بكف أورع في عرنيـنه شمم

مشـتقة من رسـولِ الله نبعته * طابت عناصره والخيم والشيم

لا يسـتطيع جوادٌ بعد غايتهم * ولا يدانيهمُ قوم وإن كرموا

أي العشـائرِ ليست في رقابهم * ولأوليـة هـذا أولـهُ نعم

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه‏.‏

15186- عن سفيان قال‏:‏ قلت لعبيد الله بن أبي يزيد‏:‏ رأيت الحسين بن علي‏؟‏ قال‏:‏ أسود الرأس واللحية إلا شعرات ههنا في مقدم لحيته، فلا أدري أخضب وترك ذلك المكان تشبهاً برسول الله صلى الله عليه وسلم أو لم يكن شاب منه غير ذلك‏؟‏ قال‏:‏ ورأيت حسناً وقد أقيمت الصلاة، فسجد بين الإمام وبين بعض الناس، فقيل له‏:‏ اجلس، فقال‏:‏ قد قامت الصلاة‏.‏

رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15187- عن مصعب بن عبد الله قال‏:‏ حج الحسين خمساً وعشرين حجة ماشياً‏.‏

رواه الطبراني بإسناد منقطع‏.‏

15188- وعن يزيد بن أبي زياد قال‏:‏ خرج النبي صلى الله عليه وسلم من بيت عائشة، فمر على بيت فاطمة فسمع حسيناً يبكي فقال‏:‏ ‏"‏ألم تعلمي أن بكاؤه يؤذيني‏؟‏‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وإسناده منقطع‏.‏

وقد تقدم في حديث أبي أمامة الطويل في الأخبار بقتله النهي عن بكائه رضي الله عنه‏.‏

وقد تقدم حديث بيعته في البيعة‏.‏

 بابان في مناقب السيدة فاطمة رضي الله عنها

  باب مناقب فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها

15189- عن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وفاطمة سيدة نسائهم إلا ما كان لمريم بنت عمران‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ رواه الترمذي غير ذكر فاطمة ومريم‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح‏.‏

15190- وعن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏سيدات نساء أهل الجنة بعد مريم بنت عمران فاطمة وخديجة، ثم آسية بنت مزاحم امرأة فرعون‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه إلا أنه قال‏:‏ ‏"‏وآسية‏"‏‏.‏ ورجال الكبير رجال الصحيح‏.‏

15191- وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إن ملكاً من السماء لم يكن زارني فاستأذن الله في زيارتي فبشرني - أو أخبرني - أن فاطمة سيدة نساء أمتي‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن مروان الذهلي ووثقه ابن حبان‏.‏

15192- وعن علي - يعني ابن أبي طالب - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة‏:‏

‏"‏ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة وابناك سيدا شباب أهل الجنة‏؟‏‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف‏.‏

15193- عن عائشة قالت‏:‏ ما رأيت أفضل من فاطمة غير أبيها‏.‏ قالت‏:‏ وكان بينهما شيء‏؟‏ فقالت‏:‏ يا رسول الله سلها فإنها لا تكذب‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى إلا أنها قالت‏:‏ ما رأيت أحداً قط أصدق من فاطمة‏.‏ ورجالهما رجال الصحيح‏.‏

15194- وعن النعمان بن بشير قال‏:‏ استأذن أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع صوت عائشة عالياً وهي تقول‏:‏ والله لقد عرفت أن علياً وفاطمة أحب إليك مني ومن أبي - مرتين أو ثلاثاً - ‏.‏ فاستأذن أبو بكر ‏[‏فدخل‏]‏ فأهوى إليها فقال‏:‏ يا بنت فلانة لا أسمعك ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

قلت‏:‏ رواه أبو داود غير ذكر علي وفاطمة‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15195- وعن ابن عباس قال‏:‏ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على علي وفاطمة وهما يضحكان، فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم سكتا، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما لكما كنتما تضحكان فلما رأيتماني سكتما‏؟‏‏"‏‏.‏ فبادرت فاطمة فقالت‏:‏ بأبي أنت يا رسول الله‏.‏ قال هذا‏:‏ أنا أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك، فقلت‏:‏ بل أنا أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال‏:‏ ‏"‏يا بنية لك رقة الولد، وعلي أعز علي منك‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

15196- وعن أبي هريرة قال‏:‏ قال علي بن أبي طالب‏:‏ يا رسول الله أي أحب إليك أنا أم فاطمة‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏فاطمة أحب إلي منك، وأنت أعز علي منها‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ فذكره وقد تقدم‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط‏.‏

15197- وعن عائشة قالت‏:‏ كنت أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل فاطمة فقلت‏:‏ يا رسول الله إني أراك تفعل شيئاً ما كنت تفعله من قبل، قال لي‏:‏ ‏"‏يا حميراء إنه لما كان ليلة أسري بي إلى السماء أدخلت الجنة فوقفت على شجرة من شجر الجنة، لم أر في الجنة شجرة هي أحسن منها حسناً ولا أبيض منها ورقة ولا أطيب منها ثمرة فتناولت ثمرة من ثمرتها، فأكلتها فصارت نطفة في صلبي فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة، فحملت بفاطمة، فإذا أنا اشتقت إلى رائحة الجنة شممت ريح فاطمة‏.‏ يا حميراء إن فاطمة ليست كنساء الآدميين ولا تعتل كما يعتلون‏"‏‏.‏

‏(‏هذا مستحيل، فإن فاطمة ولدت قبل الإسراء بلا خلاف - ابن حجر‏)‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه أبو قتادة الحراني وثقه أحمد وقال‏:‏ كان يتحرى الصدق، وأنكر على من نسبه إلى الكذب، وضعفه البخاري وغيره، وقال بعضهم‏:‏ متروك، وفيه من لم أعرفه أيضاً، وقد ذكر هذا الحديث في ترجمته في الميزان‏.‏

15198- وعن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها‏:‏

‏"‏إن الله غير معذبك ولا ولدك‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

15199- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن فاطمة حصنت فرجها، وإن الله عز وجل أدخلها بإحصان فرجها وذريتها الجنة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني والبزار بنحوه، وفيه عمرو بن عتاب، وقيل‏:‏ ابن غياث وهو ضعيف‏.‏

15200- وعن علي أنه كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏أي شيء خير للمرأة‏؟‏‏"‏‏.‏ فسكتوا، فلما رجعت قلت لفاطمة‏:‏ أي شيء خير للنساء‏؟‏ قالت‏:‏ لا يراهن الرجال‏.‏ فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏

‏"‏إنما فاطمة بضعة مني - رضي الله عنها - ‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه من لم أعرفه‏.‏

15201- عن ابن عباس أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه خطب بنت أبي جهل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن كنت تزوجها فرد علينا ابنتنا‏"‏‏.‏ - إلى ههنا ينتهي حديث خالد - وفي الحديث زيادة‏:‏ قال‏:‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏والله لا تجتمع بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبنت عدو الله تحت رجل‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الثلاثة والكبير واختصره في الكبير، والبزار باختصار أيضاً، وفيه عبيد الله بن تمام وهو ضعيف‏.‏

15202- وعن أسماء بنت عميس قالت‏:‏ خطبني علي بن أبي طالب رضي

الله عنه، فبلغ ذلك فاطمة فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت‏:‏ إن أسماء متزوجة علياً، فقال لها‏:‏

‏"‏ما كان لها أن تؤذي الله ورسوله‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيهما من لم أعرفه‏.‏

15203- وعن المسور بن مخرمة أن حسن بن حسن بعث إلى المسور يخطب ابنة له، فقال‏:‏ قل له يوافيني في وقت ذكره فلقيه فحمد الله المسور وقال‏:‏ ما من سبب ولا نسب ولا صهر أحب إلي من نسبكم وصهركم، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏فاطمة شجنة مني يبسطني ما يبسطها ويقبضني ما يقبضها، وإنه تنقطع يوم القيامة الأنساب إلا نسبي وسببي‏"‏‏.‏ وتحتك ابنتها فلو زوجتك قبضها ذلك فذهب عاذراً له‏.‏

رواه الطبراني وفيه أم بكر بنت المسور، ولم يجرحها أحد ولم يوثقها، وبقية رجاله وثقوا‏.‏

15204- عن علي قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن‏.‏

15205- وعن عمران بن حصين قال‏:‏ إني لجالس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبلت فاطمة فقامت بحذاء النبي صلى الله عليه وسلم مقابله فقال‏:‏ ‏"‏ادني يا فاطمة‏"‏‏.‏ فدنت دنوة، ثم قال‏:‏ ‏"‏ادني يا فاطمة‏"‏‏.‏ فدنت دنوة، ثم قال‏:‏ ‏"‏ادني يا فاطمة‏"‏‏.‏ فدنت دنوة حتى قامت بين يديه، قال عمران‏:‏ فرأيت صفرة قد ظهرت على وجهها، وذهب الدم، فبسط رسول الله صلى الله عليه وسلم

بين أصابعه ثم وضع كفه بين ترائبها، فرفع رأسه قال‏:‏ ‏"‏اللهم مشبع الجوعة وقاضي الحاجة ورافع الوضعة لا تجع فاطمة بنت محمد‏"‏‏.‏ فرأيت صفرة الجوع قد ذهبت عن وجهها وظهر الدم، ثم سألتها بعد ذلك، فقالت‏:‏ ما جعت بعد ذلك يا عمران‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عتبة بن حميد وثقه ابن حبان وغيره وضعفه جماعة، وبقية رجاله وثقوا‏.‏

  باب منه في فضلها وتزويجها بعلي رضي الله عنهما

15206- عن حجر بن عنبس - وكان قد أدرك الجاهلية - قال‏:‏ خطب علي رحمة الله عليه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فقال‏:‏ ‏"‏هي لك يا علي لست بدجال‏"‏‏.‏

رواه البزار وقال‏:‏

معنى قوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لست بدجال‏"‏‏.‏ يدل على أنه قد كان وعده فقال‏:‏ إني لا أخلف الوعد‏.‏

وحجر لا يعلم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا هذا الحديث، ورجاله ثقات إلا أن حجراً لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

15207- وعن حجر بن عنبس أيضاً - وكان قد أكل الدم في الجاهلية، وشهد مع علي رضي الله عنه الجمل وصفين - فقال‏:‏ خطب أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فاطمة رضي الله عنها فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏هي لك يا علي‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

15208- عن عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

15209- عن عبد الله بن مسعود قال‏:‏ سأحدثكم بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أزل أطلب الشهادة للحديث فلم أرزقها‏:‏ سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك يقول ونحن نسير معه‏:‏

‏"‏إن الله لما أمرني أن أزوج فاطمة من علي ففعلت، قال جبريل عليه السلام‏:‏ إن الله تعالى بنى جنة من لؤلؤة قصب بين كل قصبة إلى قصبة لؤلؤة من ياقوتة مشذرة بالذهب، وجعل سقوفها زبرجداً أخضر، وجعل فيها طاقات من لؤلؤة مكللة باليواقيت، ثم جعل عليها غرفاً لبنة من فضة ولبنة من ذهب ولبنة من در ولبنة من ياقوت ولبنة من زبرجد، ثم جعل فيها عيوناً تنبع في نواحيها، وحفت بالأنهار، وجعل على الأنهار قباباً من در قد شعبت بسلاسل الذهب، وحفت بأنواع الشجر، وبنى في كل غصن قبة، وجعل في كل قبة أريكة من درة بيضاء غشاؤها السندس والإستبرق، وفرش أرضها بالزعفران وفتق بالمسك والعنبر، وجعل في كل قبة حوراء، والقبة لها مائة باب على كل باب حارسان وشجرتان، في كل قبة مفرش وكتاب مكتوب، حول القباب آية الكرسي‏.‏ قلت لجبريل‏:‏ لمن بنى الله هذه الجنة‏؟‏ قال‏:‏ بناها لفاطمة ابنتك وعلي بن أبي طالب سوى جنانهما تحفة أتحفهما وأقر عينيك يا رسول الله‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه عبد النور بن عبد الله المسمعي وهو كذاب‏.‏

15210- وعن أنس بن ملك قال‏:‏ جاء أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقعد بين يديه فقال‏:‏ يا رسول الله قد علمت مناصحتي وقدمي في الإسلام، وإني وإني، قال‏:‏ ‏"‏وما ذاك‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ تزوجني فاطمة، فسكت عنه - أو قال‏:‏ فأعرض عنه - فرجع أبو بكر إلى عمر فقال‏:‏ هلكت وأهلكت، قال‏:‏ وما ذاك‏؟‏ قال‏:‏ خطبت فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأعرض عني، قال‏:‏ مكانك حتى آتي النبي صلى الله عليه وسلم، فأتى عمر النبي صلى الله عليه وسلم فقعد بين يديه فقال‏:‏ يا رسول الله قد علمت مناصحتي وقدمي في الإسلام وإني وإني، قال‏:‏ ‏"‏وما ذاك‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ تزوجني فاطمة، فأعرض، فرجع عمر إلى أبي بكر فقال‏:‏ إنه ينتظر أمر الله فيها، انطلق بنا إلى علي حتى نأمره أن يطلب مثل الذي طلبنا، قال علي‏:‏ فأتياني وأنا في سبيل فقالا‏:‏ بنت عمك تُخطب، فنبهاني لأمر فقمت أجر ردائي طرفاً على عاتقي، وطرفاً آخر في الأرض، حتى أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقعدت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت‏:‏ يا رسول الله قد علمت قدمي في الإسلام ومناصحتي وإني وإني، قال‏:‏ ‏"‏وما ذاك يا علي‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ تزوجني فاطمة، قال‏:‏ ‏"‏وما عندك‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ فرسي وبدني - يعني درعي - قال‏:‏ ‏"‏أما فرسك فلا بد لك منه، وأما بدنك فبعها‏"‏‏.‏ فبعتها بأربعمائة وثمانين درهماً، فأتيت بها النبي صلى الله عليه وسلم فوضعتها في حجره فقبض منها قبضة فقال‏:‏ ‏"‏يا بلال ابغنا بها طيباً‏"‏‏.‏ وأمرهم أن يجزوها، فجعل لها سريراً مشرطاً بالشريط ووسادة من آدم حشوها ليف، وملأ البيت كثيباً - يعني رملاً - وقال‏:‏ ‏"‏إذا أتتك فلا تحدث شيئاً حتى آتيك‏"‏‏.‏ فجاءت مع أم أيمن، فقعدت في جانب البيت وأنا في جانب، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏أههنا أخي‏؟‏‏"‏‏.‏ فقالت أم أيمن‏:‏ أخوك وقد زوجته ابنتك‏؟‏ فقال لفاطمة‏:‏ ‏"‏ائتيني بماء‏"‏‏.‏ فقامت إلى قعب في البيت فجعلت فيه ماء فأتته به، فمج فيه ثم قال لها‏:‏ ‏"‏قومي‏"‏‏.‏ فنضح بين ثدييها وعلى رأسها ثم قال‏:‏ ‏"‏اللهم أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم‏"‏‏.‏

ثم قال‏:‏ ‏"‏ائتيني بماء‏"‏‏.‏ فعلمت الذي يريده، فملأت القعب ماء فأتيته به، فأخذ منه بفيه ثم مجه فيه، ثم صب على رأسي وبين يدي، ثم قال‏:‏ ‏"‏اللهم إني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم‏"‏‏.‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏ادخل على أهلك بسم الله والبركة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه يحيى بن يعلى الأسلمي وهو ضعيف‏.‏

15211- وعن أنس أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتى أبا بكر رحمة الله عليه فقال‏:‏ يا أبا بكر ما يمنعك أن تزوج فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ لا يزوجني، قال‏:‏ إذا لم يزوجك فمن يزوج وإنك من أكرم الناس عليه وأقدمهم في الإسلام‏؟‏ قال‏:‏ فانطلق أبو بكر رحمة الله عليه إلى بيت عائشة رضي الله عنها فقال‏:‏ يا عائشة إذا رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم طيب نفس وإقبالاً عليك فاذكري له أني ذكرت فاطمة فلعل الله عز وجل أن ييسرها لي‏.‏ قال‏:‏ فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأت منه طيب نفس وإقبالاً فقالت‏:‏ يا رسول الله إن أبا بكر ذكر فاطمة وأمرني أن أذكرها‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏حتى ينزل القضاء‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فرجع إليها أبو بكر فقالت‏:‏ يا أبتاه وددت أني لم أذكر له الذي ذكرت‏.‏ فلقي أبو بكر عمر فذكر أبو بكر لعمر ما أخبرته عائشة، فانطلق عمر إلى حفصة فقال‏:‏ يا حفصة إذا رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم إقبالاً - يعني عليك - فاذكريني له واذكري فاطمة لعل الله أن ييسرها لي‏.‏ قال‏:‏ فلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة، فرأت طيب نفس ورأت منه إقبالاً فذكرت له فاطمة رضي الله عنها فقال‏:‏ ‏"‏حين ينزل القضاء‏"‏‏.‏ فلقي عمر حفصة فقالت له‏:‏ يا أبتاه وددت أني لم أكن ذكرت له شيئاً‏.‏ فانطلق عمر رضي الله عنه إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال‏:‏ ما يمنعك من فاطمة‏؟‏ فقال‏:‏ أخشى أن لا يزوجني، قال‏:‏ فإن لم يزوجك فمن يزوج وأنت أقرب خلق الله إليه‏؟‏

فانطلق علي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن له مثل عائشة ولا مثل حفصة، قال‏:‏ فلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ إني أريد أن أتزوج فاطمة، قال‏:‏ ‏"‏فافعل‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ما عندي إلا درعي الحطمية، قال‏:‏ ‏"‏فاجمع ما قدرت عليه وائتني به‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فأتى باثنتي عشرة أوقية أربعمائة وثمانين، فأتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوجه فاطمة رضي الله عنها، فقبض ثلاث قبضات فدفعها إلى أم ايمن فقال‏:‏ ‏"‏اجعلي منها قبضة في الطيب‏"‏‏.‏ أحسبه قال‏:‏ ‏"‏والباقي فيما يصلح المرأة من المتاع‏"‏‏.‏ فلما فرغت من الجهاز وأدخلتهم بيتاً قال‏:‏ ‏"‏يا علي لا تحدثن إلى أهلك شيئاً حتى آتيك‏"‏‏.‏ فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فاطمة متقنعة وعلي قاعد وأم أيمن في البيت فقال‏:‏ ‏"‏يا أم أيمن ائتني بقدح من ماء‏"‏‏.‏ فأتته بقعب فيه ماء فشرب منه ثم مج فيه، ثم ناوله فاطمة فشربت، وأخذ منه فضرب جبينها وبين كتفيها وصدرها، ثم دفعه إلى علي فقال‏:‏ ‏"‏يا علي اشرب‏"‏‏.‏ ثم أخذ منه فضرب به جبينه وبين كتفيه ثم قال‏:‏ ‏"‏أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً‏"‏‏.‏ فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأم أيمن وقال‏:‏ ‏"‏يا علي أهلك‏"‏‏.‏

15212- وفي رواية‏:‏ قال‏:‏ خطب علي رضي الله عنه فاطمة رضي الله عنها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ وذكر الحديث‏.‏

رواه البزار وفيه محمد بن ثابت بن أسلم وهو ضعيف‏.‏

15213- عن ابن عباس قال‏:‏ كانت فاطمة تُذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يذكرها أحد إلا صد عنه حتى يئسوا منها، فلقي سعد بن معاذ علياً فقال‏:‏ إني والله ما أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبسها إلا عليك‏.‏ فقال له علي رضي الله عنه‏:‏ فلم ترى ذلك‏؟‏ ما أنا بأحد الرجلين‏:‏ ما أنا بصاحب دنيا يلتمس ما عندي، وقد علم ما لي صفراء ولا بيضاء، وما أنا بالكافر الذي يترفق بها عن دينه‏!‏ - يعني يتألفه بها - إني لأول من أسلم‏!‏ فقال سعد‏:‏ إني أعزم عليك لتفرجنها عني فإن لي في ذلك فرجاً

قال‏:‏ أقول ماذا‏؟‏ قال‏:‏ تقول‏:‏ جئت خاطباً إلى الله وإلى رسوله فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم‏.‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏مرحباً‏"‏‏.‏ كلمة ضعيفة‏.‏ ثم رجع إلى سعد فقال له‏:‏ قد فعلت الذي أمرتني به فلم يزد علي أن رحب بي كلمة ضعيفة‏.‏ فقال سعد‏:‏ أنكحك والذي بعثه بالحق، إنه لا خلف الآن، ولا كذب عنده، أعزم عليك لتأنينه غداً فلتقولن‏:‏ يا نبي الله متى تبنيني‏؟‏ فقال علي‏:‏ هذه أشد علي من الأولى، أولا أقول‏:‏ يا رسول الله حاجتي‏؟‏ قال‏:‏ قل كما أمرتك، فانطلق علي فقال‏:‏ يا رسول الله متى تبنيني‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏الليلة إن شاء الله‏"‏‏.‏ ثم دعا بلالاً فقال‏:‏ ‏"‏يا بلال إني قد زوجت ابنتي ابن عمي، وأنا أحب أن يكون من سنة أمتي الطعام عند النكاح، فائت الغنم فخذ شاة وأربعة أمداد واجعل لي قصعة أجمع عليها المهاجرين والأنصار، فإذا فرغت فآذني‏"‏‏.‏ فانطلق ففعل ما أمره به، ثم أتاه بقصعة فوضعها بين يديه، فطعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في رأسها وقال‏:‏ ‏"‏أدخل الناس علي زفة زفة، ولا تغادرن زفة إلى غيرها‏"‏‏.‏ - يعني إذا فرغت زفة فلا يعودون ثانية - ‏.‏ فجعل الناس يردون، كلما فرغت زفة وردت أخرى، حتى فرغ الناس‏.‏ ثم عمد النبي صلى الله عليه وسلم إلى ما فضل منها، فتفل فيه وبارك وقال‏:‏ ‏"‏يا بلال احملها إلى أمهاتك وقل لهن‏:‏ كلن وأطعمن من غشيكن‏"‏‏.‏ ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم حتى دخل على النساء فقال‏:‏ ‏"‏إني زوجت بنتي ابن عمي وقد علمتن منزلتها مني، وأنا دافعها إليه فدونكن‏"‏‏.‏ فقمن النساء فغلفنها من طيبهن وألبسنها من ثيابهن، وحلينها من حليهن ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل، فلما رأينه النساء ذهبن، وبين النبي صلى الله عليه وسلم ستر، وتخلفت أسماء بنت عميس رضي الله عنها فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏على رسلك، من أنت‏؟‏‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ أنا التي أحرس ابنتك، إن الفتاة ليلة

بنائها لا بد لها من امرأة قريبة منها، إن عرضت لها حاجة أو أرادت أمراً أفضت بذلك إليها‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فإني أسال إلهي أن يحرسك من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك من الشيطان الرجيم‏"‏‏.‏ ثم صرخ بفاطمة فأقبلت فلما رأت علياً جالساً إلى النبي صلى الله عليه وسلم بكت، فخشي النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون بكاؤها أن علياً لا مال له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما يبكيك‏؟‏ ما ألوتك في نفسي، وقد أصبت لك خير أهلي، والذي نفسي بيده لقد زوجتك سعيداً في الدنيا، وإنه في الآخرة لمن الصالحين‏"‏‏.‏ فلانَ منها‏.‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يا أسماء ائتيني بالمخضب‏"‏‏.‏ فأتت أسماء بالمخضب، فمج النبي صلى الله عليه وسلم فيه، ومسح في وجهه وقدميه، ثم دعا فاطمة فأخذ كفاً من ماء فضرب به على رأسها، وكفاً بين ثدييها، ثم رش جلده وجلدها، ثم التزمها فقال‏:‏ ‏"‏اللهم إنها مني وإني منها، اللهم كما أذهبت عني الرجس وطهرتني فطهرهما‏"‏‏.‏ ثم دعا بمخضب آخر، ثم دعا علياً فصنع به كما صنع بها، ثم دعا له كما دعا لها، ثم قال لهما‏:‏ ‏"‏قوما إلى بيتكما، جمع الله بينكما في سركما، وأصلح بالكما‏"‏‏.‏ ثم قام وأغلق عليهما بابهما بيده‏.‏

قال ابن عباس رضي الله عنهما‏:‏ فأخبرتني أسماء بنت عميس رضي الله عنها أنها رمقت رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يزل يدعو لهما خاصة لا يشركهما في دعائه أحد حتى توارى في حجرته صلى الله عليه وسلم‏.‏

رواه الطبراني وفيه يحيى بن يعلى وهو متروك‏.‏

15214- وعن بريدة قال‏:‏ قال نفر من الأنصار لعلي رضي الله عنه‏:‏ عندك فاطمة، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏ما حاجة ابن أبي طالب - رضي الله عنه - ‏؟‏‏"‏‏.‏ فقال‏:‏

يا رسول الله ذكرت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏مرحباً وأهلاً‏"‏‏.‏ لم يزد عليها‏.‏ فخرج علي بن أبي طالب على أولئك الرهط من الأنصار ينتظرونه فقالوا‏:‏ ما وراءك‏؟‏ قال‏:‏ ما أدري غير أنه قال لي‏:‏ ‏"‏مرحباً وأهلاً‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ يكفيك مكن رسول الله صلى الله عليه وسلم إحداهما، أعطاك الأهل والمرحب‏.‏ فلما كان بعدما زوجه قال‏:‏ ‏"‏يا علي إنه لا بد للعروس من وليمة‏"‏‏.‏ قال سعد‏:‏ عندي كبش، وجمع له من الأنصار أصوعاً من ذرة، فلما كانت ليلة البناء قال‏:‏ ‏"‏لا تحدث شيئاً حتيه ‏(‏كذا‏)‏ تلقاني‏"‏‏.‏ فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء فتوضأ منه ثم أفرغه علي فقال‏:‏ ‏"‏اللهم بارك فيهما، وبارك لهما في بنائهما‏"‏‏.‏

رواه الطبراني والبزار بنحوه إلا أنه قال‏:‏ قال نفر من الأنصار لعلي رضي الله عنه‏:‏ لو خطبت فاطمة‏.‏ وقال في آخره‏:‏ ‏"‏اللهم بارك فيهما، وبارك لهما في شبليهما‏"‏‏.‏

ورجالهما رجال الصحيح غير عبد الكريم بن سليط ووثقه ابن حبان‏.‏

15215- عن جابر قال‏:‏ حضرنا عرس علي رضي الله عنه وفاطمة رضي الله عنها، فما رأينا عرساً كان أحسن منه حشونا الفراش - يعني الليف - وأتينا بتمر وزبيب فأكلنا، وكان فراشها ليلة عرسها إهاب كبش‏.‏

رواه البزار وفيه عبد الله بن ميمون القداح وهو ضعيف‏.‏

15216- عن أسماء بنت عميس قالت‏:‏ لما أهديت فاطمة إلى علي بن أبي طالب لم نجد في بيته إلا رملاً مبسوطاً ووسادة حشوها ليف وجرة وكوزاً، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏[‏إلى علي‏]‏‏:‏ ‏"‏لا تحدثن حدثاً - أو قال‏:‏ لا تقربن أهلك - حتى آتيك‏"‏‏.‏ فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏أثم أخي‏؟‏‏"‏‏.‏ فقالت أم أيمن - وهي أم أسامة بن زيد وكانت حبشية وكانت امرأة صالحة - ‏:‏ يا رسول الله هذا أخوك وزوجته ابنتك‏؟‏ وكان النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين أصحابه، وآخى بين علي ونفسه، قال‏:‏ ‏"‏إن ذلك يكون يا أم أيمن‏"‏‏.‏

قالت‏:‏ فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بإناء فيه ماء، ثم قال ما شاء الله أن يقول، ثم مسح صدر علي ووجهه، ثم دعا فاطمة، فقامت إليه تعثر في مرطها من الحياء، فنضح عليها من ذلك، وقال لها ما شاء الله أن يقول، ثم قال لها‏:‏ ‏"‏أما إني لم آلك أن أنكحتك أحب أهلي إلي‏"‏‏.‏ ثم رأى سواداً من وراء الستر - أو من وراء الباب - فقال‏:‏ ‏"‏من هذا‏؟‏‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ أسماء، قال‏:‏ ‏"‏أسماء بنت عميس‏؟‏‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ نعم يا رسول الله، قال‏:‏ ‏"‏جئت كرامة لرسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ نعم، إن الفتاة ليلة يبنى بها لا بد لها من امرأة تكون قريباً منها، إن عرضت لها حاجة أفضت ذلك إليها‏.‏ قالت‏:‏ فدعا لي بدعاء إنه لأوثق عملي عندي‏.‏ ثم قال لعلي‏:‏ ‏"‏دونك أهلك‏"‏‏.‏ ثم خرج فولى، فما زال يدعو لهما حتى توارى في حجره‏.‏

15217- وفي رواية‏:‏ عن أسماء بنت عميس أيضاً قالت‏:‏ كنت في زفاف فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أصبحت جاء النبي صلى الله عليه وسلم فضرب الباب، فقامت إليه أم أيمن ففتحت له الباب فقال لها‏:‏ ‏"‏يا أم أيمن ادعي لي أخي‏"‏‏.‏ فقالت‏:‏ أخوك هو وتنكحه ابنتك‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏يا أم أيمن ادعي لي‏"‏‏.‏ فسمع النساء صوت النبي صلى الله عليه وسلم فتحشحشن فجلس في ناحية، ثم جاء علي رضي الله عنه فدعا له، ثم نضح عليه من الماء ثم قال‏:‏ ‏"‏ادعوا لي فاطمة‏"‏‏.‏ فجاءت وهي عرقة أو حزقة من الحياء، فقال‏:‏ ‏"‏اسكتي فقد أنكحتك أحب أهلي إلي‏"‏‏.‏ فذكر نحوه‏.‏

رواه كله الطبراني ورجال الرواية الأولى رجال الصحيح‏.‏

15218- وعن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ لما جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة إلى علي رضي الله عنهما بعث معها بخميل - قال عطاء‏:‏ ما الخميل‏؟‏ قال‏:‏ قطيفة - ووسادة من أدم حشوها ليف وإذخر، وقربة‏.‏ كانا يفترشان الخميل ويلتحفان بنصفه‏.‏

رواه الطبراني وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط‏.‏

15219- وعن أم أيمن أن النبي صلى الله عليه وسلم زوج ابنته علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، وأمره أن لا يدخل على أهله حتى يجيئه، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال‏:‏ فذكر الحديث‏.‏

قلت‏:‏ روى هذا في ترجمة أم أيمن، ولم يذكر قبله ولا بعده ما يناسبه والله أعلم‏.‏

رواه الطبراني‏.‏

15220- وعن أم سلمى قالت‏:‏ اشتكت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شكواها التي قبضت فيها فكنت أمرضها، فأصبحت يوماً كأمثل ما رأيتها في شكواها تلك، قالت‏:‏ وخرج علي لبعض حاجته، فقالت‏:‏ يا أمه اسكبي لي غسلاً، فسكبت لها غسلاً فاغتسلت كأحسن ما رأيتها تغتسل، ثم قالت‏:‏ يا أمه أعطيني ثيابي الجدد، فأعطتها فلبستها، ثم قالت‏:‏ يا أمه قدمي لي فراشي وسط البيت، ففعلت واضطجعت واستقبلت القبلة وجعلت يدها تحت خدها ثم قالت‏:‏ يا أمه إني مقبوضة الآن وقد تطهرت، فلا يكشفني أحد‏.‏ فقبضت مكانها، قالت‏:‏ فجاء علي فأخبرته‏.‏

رواه أحمد وفيه من لم أعرفه‏.‏

15221- وعن عبد الله بن محمد بن عقيل أن فاطمة رضي الله عنها لما حضرتها الوفاة أمرت علياً رضي الله عنه فوضع لها غسلاً فاغتسلت وتطهرت، ودعت بثياب أكفانها، فأتيت بثياب غلاظ خشن ولبستها، ومست من حنوط، ثم أمرت علياً أن لا تكشف إذا قبضت، وأن تدرج كما

هي في ثيابها، فقلت له‏:‏ هل علمت أحداً فعل ذلك‏؟‏ قال‏:‏ نعم كثير بن العباس، وكتب في أطراف أكفانه‏:‏ يشهد كثير بن العباس أن لا إله إلا الله‏.‏

رواه الطبراني، وعبد الله بن محمد لم يدرك القصة فالإسناد منقطع‏.‏

15222- عن محمد بن إسحاق قال‏:‏ توفيت فاطمة رضي الله عنها وهي بنت ثمان وعشرين، وكان مولدها وقريش تبني الكعبة قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بسبع سنين وستة أشهر، وأقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين بعد مبعثه، ثم هاجر فأقام عشراً، ثم عاشت فاطمة بعده ستة أشهر، وتوفيت سنة إحدى عشرة‏.‏

رواه الطبراني ورجاله إلى ابن إسحاق ثقات‏.‏

15223- عن أبي بكر بن أبي شيبة قال‏:‏ توفيت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بنت سبع وعشرين سنة‏.‏

رواه الطبراني‏.‏

15224- وعن ابن جريح قال‏:‏ قال لي غير واحد‏:‏ كانت فاطمة أصغر ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحبهن إليه‏.‏ وزعم الزبير بن بكار أن رقية أصغر من فاطمة‏.‏

رواه الطبراني ورجاله إلى ابن جريح رجال الصحيح‏.‏

15225- وعن محمد بن علي بن المديني فستقة قال‏:‏ كانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تكنى أم أبيها‏.‏

قال‏:‏ كانت أصغر ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم من خديجة‏.‏ وقيل‏:‏ كانت تؤم عبد الله بن رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

في الطبراني منقطع الإسناد‏.‏

15226- عن عائشة قالت‏:‏ توفيت فاطمة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بستة أشهر، ودفنها علي بن أبي طالب ليلاً‏.‏

رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح‏.‏

15227- عن أبي جعفر - يعني محمد بن علي - قال‏:‏ مكثت فاطمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أشهر، وما رئيت ضاحكة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أنهم قد امتروا في طرف نابها‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن أبا جعفر لم يدرك القصة‏.‏

15228- عن علي - يعني ابن أبي طالب - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إذا كان يوم القيامة قيل‏:‏ يا أهل الجمع، غضوا أبصاركم حتى تمر فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم‏.‏ فتمر وعليها ربطتان خضراوان‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عبد الحميد بن بحر وهو ضعيف‏.‏